responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 393
ماءً الا وهو ماء الايمان والعرفان المحيي لأموات العكوس والاظلال فَسالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِها اى قد امتلأت النفوس القدسية القابلة للمعارف والحقائق بقدر ما يسع في استعداداتها منها فسالت بعد ما امتلأت فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رابِياً اى دفع وأماط مياه المعارف والحقائق المترشحة من بحر الوحدة الذاتية السائلة من قلوب الكمل زبد التقليدات الحاصلة من رسوب القوى البشرية وغش الطبيعة لتسقطها على أطراف بحر الوجود وتصفيه عن الكدورات مطلقا وَمثل ذلك الزبد الباطل يحصل مِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ اى من الأشياء التي يطرح في النار ويوقد عليها لتصفيها من الكدر من الذهب والفضة والنحاس والحديد وغيرها حين أرادوا ان يصفوها من الغش والكدر ابْتِغاءَ حِلْيَةٍ اى طلب اتخاذها منها أَوْ مَتاعٍ آخر من الأواني وآلات الحرب زَبَدٌ فاسد باطل في نفسه مِثْلُهُ اى مثل الزبد الاول وبالجملة كَذلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ المصلح لأحوال عباده الْحَقَّ وَالْباطِلَ لهم كي يتنبهوا ويتفطنوا فيتبعوا الحق ويجتنبوا عن الباطل ثم بين لهم سبحانه مآلهما توضيحا وتقريرا بقوله فَأَمَّا الزَّبَدُ المرتفع على الماء فَيَذْهَبُ جُفاءً ويضمحل ويتلاشى بالجفاف كما ان زبد التقليدات يسقط ويضمحل باشراق نور اليقين وَأَمَّا ما يَنْفَعُ النَّاسَ من مياه المعارف والحقائق فَيَمْكُثُ ويستقر فِي الْأَرْضِ اى الطبيعة القابلة لانعكاس اشعة الأسماء والصفات الإلهية لينبت فيها منها شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء
كَذلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثالَ لِلَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمُ فطلبوا منه الْحُسْنى اى المثوبة الحسنى العظمى والمرتبة العليا معتقدين افاضتها واعطاءها إياهم وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ مثل ما استجاب اهل الحق ولم يعتقدوا مثل ما اعتقد أولئك المحقون لذلك لم ينالوا نصيبهم وحظهم منها مثل ما نالوا بحيث لَوْ فرض أَنَّ لَهُمْ وثبت في تصرفهم ملك ما فِي الْأَرْضِ من الزخارف والأموال جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ بل أمثاله وأضعافه معه لَافْتَدَوْا بِهِ جميعا لينالوا بما نال أولئك السعداء المقبولون لكن لم ينالوا البتة بل أُولئِكَ الأشقياء المردودون عن ساحة عز القبول لَهُمْ سُوءُ الْحِسابِ يحاسبون على عموم ما صدر عنهم من النقير والقطمير ويؤاخذون عليه وَفي الآخرة مَأْواهُمْ ومثواهم جَهَنَّمُ الخذلان وسعير الطرد والحرمان وَبالجملة بِئْسَ الْمِهادُ مهد أولئك الضالين عن منهج الرشد والسداد
أَيعتقد المشرك المتمرد عن متابعك وقبول دينك فَمَنْ يَعْلَمُ ويصدق أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ لتأييدك من الكتاب الجامع لما في الكتب السالفة من الأوامر والنواهي والعبر والأمثال والرموز والإشارات هو الْحَقُّ المطابق للواقع بلا شك وارتياب فيه كَمَنْ هُوَ أَعْمى يعنى ايعتقدون ان هذا المؤمن المصدق مثل من هو أعمى عن ابصار ما يرى في الآفاق من المبصرات بل هو أشد عمى لأنه فاقد البصيرة إذ لا يمكن ادراك الأمور الدينية والمعارف اليقينية إلا بها وبالجملة إِنَّما يَتَذَكَّرُ ويتفطن بسرائر كتاب الله أُولُوا الْأَلْبابِ المستكشفون عن لب الأمور المعرضون عن قشورها ولا يحصل ذلك الا بالبصيرة الا وهم المؤمنون الموقنون
الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ الذي عهدوا معه حين رش ورشح سبحانه من رشحات نور الوجود على أراضي استعداداتهم وَلا يَنْقُضُونَ الْمِيثاقَ الوثيق بل يحفظونه ويواظبون على حفظه دائما حسب ما وفقهم الحق
وَكذا هم الَّذِينَ يَصِلُونَ ويتصفون بعموم ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ من المأمورات والمرضيات الإلهية والمعارف والحقائق والخصال الجميلة والأخلاق الحميدة وَ

اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 393
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست